في الأصل، هناك إرادة إيصال ونقل رسالة أو الحفاظ عليها. هناك إذن رغبة في صياغة جملة عن بعد، وفي تحقيق ما هو سيميائي رَسْماً (خطيا). وخير مثال على ذلك هي رسالة السيتيين إلى داريُوس التي نجدها عند هيرودوت (الجزء الرابع، وهي رسالة بأسلوب الكناية عن الصوت بالصورة: أرسل السيتيون فأراً وضفدعاً وطائراً وخمسة أسهمٍ); وبعد ذلك يأتي تنافر التأويلات وعدم توافقها. ولنا في هذا المثال أفضل وسيلة لتبيان استحالة الوصول إلى ما هو دلالي في اللسان إذا لَمْ نمُرّ عبْرَ ما هو سيميائي بالإضافة إلى النحو.
وعليه فإن أساس الكتابة الضروري هو أثر العلامة المفردة الدنيا في النظام السيميائي، وعلى هذه العلامة بدورها، إذا أرادت أن تتفادى الخلط الناتج عن التجانس الصوتي أن تظهر في الرَّسْمة تكوّنها المُمَيّز مِنْ عَنَاصِرَ عَازِلة مُميّزة (كما يتجلى ذلك في الأمثلة الفرنسية التالية: sein، saint، الخ). (د. أ. ص. 114)
|