دين الإنسانية
Mokhtar Meroufel | La(es) source(s) |
---|
يعرفه دوركايم كالآتي: ″انه دين يكون فيه الإنسان هو المؤمن وهو الرب في نفس الوقت″(Durkheim, 1897 :265) وهو دين كذلك، لأنه الوحيد القادر على فرض حدود تلزم الدولة بمبادئ الدولة التي تفوق كل المصالح الزمنية، ويدفع الفرد في اتجاه المصلحة الانسيابية المشتركة، ″إن لدى كل ضمير فردي شيء مما هو إلهي ومقدس حيث يمنع على الآخرين تجاوزه وتخطيه، هنا تتجسد معنى الفردانية كعقيدة ضرورية″ يقول دوركايم (Durkheim, 1897 :170-172) .
إنه يؤكد هذه المعاني في عدة مقولات له منها قوله،″أن المقدس ليس بالأمر اللاعقلاني ولا الغرائبي(..)كل ما هنالك أنه محاط بالحواجز الغرائبية″ (J.Ladrière, 1990:44) في كتابه تقسيم العمل فإن كلمة الفرد تتحول لديه الى نوع من الدين أو على حد قوله ″عبادة كباقي العبادات لها شعوذاتها هي أيضا″. في سنة 1898 التي كانت فيه قضية Dreyfus تعرف غليانا كبيرا، نشر دوركايم ردا على Brunetière يقول فيه ″أن حقوق الإنسان هي الاسمنت الوحيد الذي يلحم المجتمع الفرنسي، لذلك أعتبر أن عبادة الإنسان ليست فقط نوع من أنواع الديانات، إنما هي الديانة نفسها″، يقول في الصفحة الموالية أن ″الإنسان هو الرب″ (:1851938 J.-C., Filloux). في موضع آخر من كتابهL'évolution pédagogique en France, ذكر دوركايم أن لديانة المسيحية دورا أساسيا في تطوير الثقافة الحديثة، فإليها يرجع الفضل في نشوء النزعة الإنسانية وتطورها الى دين، لكن ليس بالمعنى الإيماني للكلمة إنما بالمعنى العلماني(E.Durkheim, [[Définition::1938 ) . لكن ألا يفهم من ذلك كله أن الرجل يناقض نفسه خصوصا لما ينتقد الأطروحة الماركسية المعروفة بتقديم الأسبقية للبنية التحتية الاقتصادية على حساب التكوينات الاجتماعية الأخرى؟. فلقد رفض دوركايم هذه القسمة من أساسها، إذ أكد في قوله ″أن الدين هو أقدم وأعتق من جميع الظواهر الاجتماعية الأخرى″ وأن ″الكل له صلة بالدين″. إن اختلاف دوركايم مع الماركسية في هذا المجال تركز حول نقطتين أساسيتين: الأولى يرى فيها استحالة إبراز كيفية تقلص الديني واختزاله في ما هو اقتصادي، أما الثانية فيرى فيها أن جميع النشاطات الاجتماعية إنما هي نابعة من الدين وتحولت عنه تدريجيا وذلك بفضل تقسيم العمل والتخصص فيه. وهنا يقول: ″لقد خرجت هذه القطاعات عن الدين، وذلك بفضل التحول التدريجي الذي طاول مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية منها القانون والأخلاق والفن والعلم والأشكال السياسية الأخرى″، نفس الأطروحة يؤكدها دوركايم، في مستهل حولية السنة السوسيولوجية في عددها الثاني فهو يقول: ″إن الدين يجمع منذ الوهلة الأولى، ولو بشكل متداخل جميع العناصر التي انفصلت عنه وتداخلت فيما بينها بطرق شتى، وذلك حتى تفرز المظاهر الاجتماعية المختلفة″(:1381969 [1798- 1897] Durkheim). في الواقع إذا أمعنا النظر لا نجد أي تناقض يذكر حول هذه المسألة، كل ما هنالك أن دوركايم اختار طريقا ثالث، تتناغم فيه الفردانية مع الأسس الأخلاقية التي أقر بها كل من Kant وRusso وتخاطب في الفرد ما هو مشترك بين جميع الناس. إن هذه الأخلاق بحسب دوركايم هي دينية، ما داما أنها تؤمن بالغيب وتتخوف من طموحات التحرر المطلق. حول مفهوم دين الانسانية في نسخته العربية، يمكن الرجوع الى كتاب دين الإنسان للمفكر السوري فراس السواح، الذي يستعمل مصطلح دين الإنسانية بنفس الصورة التي طرحناها هنا.]] |
Définition |
---|