Emile Benveniste, Les Dernières Leçons, Collège de France 1968 et 1969
|
Source(s)
|
اللسان يُسَمْيِئُ كل شيء: وَحْدَهُ اللسانُ يستطيع أن يمنح شيئاً ما أو عملية ما القدرة على التمثيل. كي يصير شيء ما « مُقدَّساً » وكي يصبح فعل ما « طقساً أو شعيرةً »، يجب أن يتلفظ اللسانُ بِ« أسطورةٍ »، وأن يُبين السبب الكامن وراء قيمتها ويُصَيِّرَ الأفعالَ والكلماتَ « دالّةً ». فكل سلوكٍ اجتماعيٍ وكل علاقة إنسانية أو اقتصادية تفترض "قِيَماً" يتم التلفظ بها وتنظيمها بواسطة اللسان. إن أبسط الوظائف والأدوار بين البشر، تلك التي تحافظ على وجود الأفراد، أي وظائف الإنتاج ووظائف التوليد، كلها وظائف دَالّة في المقام الأول، إنها تتّكئ على علاقات قرابةٍ تتمثلُ في تسميتها. (د. أ. ص. 114-115)
|
Définition
|
يطرح مصطلح "sémiotisation" المشتق من فعل "sémiotiser"' (والمشتق هو نفسه من الاسم اليوناني "sêmeion" ومقابله الفرنسي هو "signe" من الكلمة اللاتينية "signum" والذي يترجم غالبا إلى العربية بكلمة "علامة" الرائجة خلافا لمقترح طه عبد الرحمان بترجمة "signe" "بدليل") صعوبات جمة في ترجمته إلى العربية.
لنذكر أن مصطلح "sémiotics" قد اقترحه الفيلسوف جون لوك لتسمية "النظرية العامة للعلامات وتمفصلاتها في الفكر" واعتمد المصطلح بعد ذلك كمرادف لمصطلح "sémiologie " بمعنى نظرية العلامات والدلالة وتمفصلاتها في المجتمع".
إذا وضعنا المفهوم، الذي يقدمه بنفنست في صيغة الفعل ثم اسم الفعل (sémiotiser. sémiotisation)، ضمن سياق هذه الشبكة من المفاهيم نجد أن هذه العملية مرتبطة في نفس الوقت بمفهوم "العلامة أو الدليل" sêmeion= Signe وبمفهوم الدلالة والمعنى "Signification". فهذا الفعل بالتالي هو: "عملية إعمال العلامات وأنساقها في تمثيل الكون والأشياء كي تكتسي دلالة ومعنى".
لهذا اقترحنا ترجمة الفعل " sémiotiser " بكلمة "سميأ" و ترجمنا (sémiotisation ) بالسميأة لأن كلمة "سمة" واردة في العربية بدلالة قريبة ("سيماهم في وجوههم من أثر السجود") و أردفناها بعبارة "تمثيل". قد يتبادر إلى الذهن لفظ "رمز" كمقابل ل sémiotiser ولفظ "ترميز" كمقابل لكلمة "sémiotisation"، وكان ذلك سيكون حلا صحيحا واقتصاديا لولا الوجود السابق لكلمة "symbolisation" ولفعل "symboliser" المشتقين من اسم "symbole" الذي يستعمل كمقابل له قديم وراسخ وصحيح لفظ "رمز" ومن ثم "رَمَز" وتَرْمِيزٌ.