اللاهوت
| Mokhtar Meroufel | La(es) source(s) |
|---|
في تعرفه لمفهوم اللاهوت يقول دوركايم، ″أن اللاهوت ليس سوى المجتمع معبر عنه في شكل رمزي″، يكرر دوركايم هذه العبارة عدة مرات وبصيغ مختلفة في كتابهLes Formes منها قوله ″إن المجتمع ليس سوى آلهات معبر عنها في صور رمزية(..)″ (496Durkheim, 1912:) ، وبشكل أكثر وضوحا وصراحة يقول ″إن الله هو المجتمع″(10Durkheim, 1912:) يقول Pickering -وهو أفضل من كتب عن السوسيولوجية الدينية عند دوركايم-شارحا لهذا التعريف التأويلي الذي قدمه دوركايم عن اللاهوت، أنه لا توجد علاقة متساوية أو بديلة بين العنصرين(أي بين اللاهوت وبين المجتمع)، ″فواحدة منها واقعية والأخرى هي صورة رمزية عن الأولى. لكن الكل يعبر عن مسار واحد يجمع في ثناياه الواقع والمجتمع واللاهوت، في صور رمزية قد تكون حقيقية أو مجازية″ (Pickering 1984 :232) .
إن الاجتماعي بحسب هذا المعنى، لا يستطيع أن يكون رمزيا بشكل ذاتي، بل يحتاج الى أن يتظافر مع الرمز حتى يستطيع التحدث عن الواقع ويترجمه بطريقة مضللة، يشهد على هذا الطرح أحد النصوص الأساسية التي كتبها دوركايم سنة 1890، وتحدث فيها على مبادئ 89 وعلى الصفة الدينية لثورة الفرنسية..″(216-218 :1987Durkheim). إن إبراز المجتمع في الدين يعني مثلما يقول دوركايم، أن ″فكرة الله التي كانت كلية في الدين ستتحول إلى شيء ثانوي تابع لقوى اجتماعية متحكمة، بهذا المنطق فإن الدين ما هو إلا ظاهرة سيكولوجية، جاءت لتختلط بمسارات سوسيولوجية أخرى لذلك فإن فكرة اللاهوت بمجرد ما أن تمتزج ببعض الضمائر وببعض العواطف الفردية، فإنها تتحول إلى أداة ترميز لمختلف الأشكال والتقاليد والمعاملات والحاجيات الجماعية. إن الذي يهمنا هنا هو ليس الرمز بحد ذاته إنما ما يعبر عنه وما يترجمه″(192-193:1987Durkheim) . لقد تأثر أصحاب النزعة الفردانية بهذه المماثلة، فعبروا عنها بطريقتهم الخاصة إذ قالوا: ″لقد لعب مفهوم اللاهوت دورا مماثلا في الحياة الدينية لدى الشعوب، فهو بمثابة الأنا في الحياة النفسية عند الأفراد، إنه ذو دور يهدف الى تجميع الناس وتوحيدهم″ (1897Durkheim) لكن هذا الدور يأتي في المرتبة الثانية في بعض الديانات، نجد ذلك على سبيل المثال في البوذية والجانية اللتان تعتبران ديانتان من دون آلهة. هذا ولم يصل الى علمنا أي اختلاف بين الكتاب العرب في ترجمتهم لمصطلح la divinité يعاكس أو يخالف ذاك الذي طرحناه في هذا النص، فكتاب ماكس فيبر المترجم تحت عنوان: الأخلاق البروتستانتية والفكر الرأسمالي، 1904-1905، أو كتاب فلسفة الدين مقول المقدس بين الإيديولوجيا واليوتيوبيا وسؤال التعددية ، وغيرها من المؤلفات تردد كلها ذات المصطلح. |
Définition |
|---|
