Logo Dico Logo FMSH Logo CNAM Logo Inalco

الهبة : الهوية

De Wiktionnaire-SHS
Aller à :navigation, rechercher


Indications grammaticales (ar)

nom Catégorie lexicale
Féminin Genre


Parler(s) (ar)
Standard Parler(s) (ar)


Définition(s) (ar) 1.

Mokhtar MEROUFEL Auteur(s)
Marcel Mauss Ecoles et courants
Maghreb Région(s)
Sociologie Discipline(s)
20eme, 21eme Période(s)
Standard Parler(s) utilisé(s) pour cette définition (ar)
Marcel Mauss
Source(s)
إن المزج بين الإجبار وبين الحرية سيقود موس لتحدث عن الهبة على أنها تعبير عن الهوية الاجتماعية، إذ كيف لنا أن نفسر القوة التي تكمن وراء ضرورة ردنا لما تحصلنا عليه؟ يتساءل موس ويجيب في نفس الوقت معتمدا في ذلك على مفهوم الهوا hau في شكله العملي لدى الحكيم الماوري فيخلص الى القول أن الأمر يتعلق بنقل الهوية «فالشيء المُهدى حتى ولو أهمل من قبل مانحه، إلا أنه يبق هو شيء من ذاته»(ص، 159) وأن «...أي تقديم لشيء ما لشخص ما، ما هو في الواقع إلا تقديم لشيء من الذات»(ص، 161).

إن هذه المسألة في الحقيقة، هي الأكثر إثارة للجدل في نص «مقال في الهبة»، «إذ كيف يعقل أن يمنح الإنسان شيء من ذاته لما يهب شيء ما لأحد» يتساءل جوو (Goux, 2000 :267) «كيف يمكن لشخص ما أن يتلاشى عبر الأشياء»(200، ص: 267) أو كيف يمكن حتى»لشيء محدود أن يجسد الذات المانحة، هنا وبشكل مفارق تكمن غرابة الهبة، تلاشي الذات عند التلقي والأخذ وتجسد الآخر من خلال الشيء المحدود»(نفس المرجع: 267). في نظر العديد من الباحثين فإن ما جاء به موس يعتبر غير مقبول بل حتى مخزي، إذ كيف يعقل أن نرد ما تحصلنا عليه؟ يتساءل المعارضين لكن موس يرد قائلا إنه بسبب الهوا المتواجدة في الشيء الممنوح، فهي تحتضن هوية الشخص المانح.

كثير هم الكتاب الذين قدموا تفسيرات لكلمات الحكيم الماوري ولعل أكثرها شهرة هي تلك التي قال بها كل من جودولييه وسالينس وفيخته وكلود لفي ستروس، لقد تساءل فيخته في هذا الصدد قائلا ما الذي علم ذلك المفكر الكبير تلك الروح الحدثية(Sahlins, 1997 : 206-207) هل هو تدخل الأرواح أثناء الرد والإرجاع والخشية من عقابها أم هي الرغبة في الحصول على الشيء الموهوب مجددا أم أن الرقابة الاجتماعية والمصلحة فقط من تفسران تلك الظاهرة؟ بحسب ستروس فإن موس بدلا من يحافظ على المسافة العلمية المطلوبة في البحث، فإنه قد وقع في فخ نظرية الأهلي. إنه على الرغم من عبقريته إلا أنه وقع في خطأ نظرية الهوا. لقد دعم هذه الفكرة كذلك بابادزان سنة 1986 في مقاله الموسوم«Pour en finir avec le hau» متأسفا من إيمان موس بالأرواح.

إن قول موس «بأن الحلي والخواتم ليست سوى وسائل لتمثيل الذات وليست هدايا حقيقية. فالهبة هي جزء منك إنها جزء من دمك الذي عليك إهدائه»(Emerson, 2000 :131) . يدعونا للوقوف بجدية عند نظريته المثيرة للجدل، خصوصا لما ينظر للهبة على أنها القاطرة التي يعبر من خلالها كل شيء، وكأن للأشياء أرواح موجودة حتى في مجتمعاتنا التي تخلصت من السلطة الروحانية التي كانت قد عرفتها المجتمعات «المتخلفة» من ذي قبل. إن الفكرة الأكثر جدلا حسب ك.ل.ستروس هي في اقتراب موس من الفكر الأهلي دون أي نقد موضوعي له يسمح بالولوج الى الحقائق الكامنة(1950 : xxxviii) لكن ما هي الحقائق الكامنة حسب موس، هل هي نظرية الهبة في مجتمعاتنا المعاصرة؟ ما الذي يقوله موس في ذلك؟ لنعد مجدد الى نصه «مقال في الهبة» إذ يذكر «أن ما يبدوا من مظاهر الهبة بالمجتمعات الأركائيكية هو غير حقيقي، فلا يوجد في الواقع سوى لإلزامية الرد وإعادة الرد (ص، 147)ومن أجل التوكيد على أن الهبة ليست بالحقيقية، فإن موس يعود بنا الى المفهوم المشترك للهبة بمجتمعنا المعاصر.

في الواقع حتى ندرك الاختلاف الحاصل في مفهوم الهبة عند موس ذاته والذي يبدوا فيه متناقضا فإنه من الضروري تتبع تطور هذه المسألة عنده، ففي البداية كان موس يعارض بشكل راديكالي ما لاحظه الأخصائيين على المجتمعات الأركائيكية العتيقة-الرد الإجباري- وذلك بالاعتماد على مفهومه المرجعي في الموضوع، فهو كان يقول بأن الهبة الحقيقية هي ليست مجرد شكل إنما هي واقع يقوم على الحرية وعلى العمل المجاني، في الواقع إن الهبة الشكلية ليست واحدة لكن الحقيقية منها هي تلك التي تكون حرة وغير ذات مصلحة. إن القول أن الهبة هي شكل بلا واقع وفي ذات الوقت تعريفها على أنها حرة ومجانية إنما يعبر عن التعريف الذي كان موس قد تبناه في البداية، لكن مع مرور الوقت لم يعد متأكدا من ذلك وأصبح يقول بتشابك النموذجين، ومن ثمة أعاد الرجل التعديل من مصطلحه النظري ومن تفسيره كذلك، إذ أصبح ينظر للمسألة على أنها خليط بين الإجبار وبين الحرية. ففي نصه «مقال في الهبة» انتقل الأساس الأخلاقي من فكرة الحرية والمجانية الى فكرة الهوية المبررة بوجود الهوا. لذلك قال أن الهبة الحقيقية إنما هي هبة الذات بعينها. لقد عمم فكرة الهوا هاته على مجتمعاتنا المعاصرة وفسرها تفسيرا حدثيا ! فهو ذكر في هذا الشأن «أنه عندما نقدم شيء ما لشخص بعينه فإننا نقدم شيء من ذواتنا»(ص، 161) وأن «قبول الهبة (في جزء منها على الأقل) يعني قبول الهوية وأن رفضها يعني أيضا رفض التعريف بالذات... إن الهبات ما هي إلا وسائل يعبر بها الآخرون عن الصورة التي يحملونها عنا»(Schwartz, 1967 :8) .

لكن ألا تشكل الهبة الى المجهول تحد كبير بالنسبة الى الهبة عموما؟ ألا تتحول الى لغز يصعب فهمه واستيعابه؟ بالنسبة الى موس فإن الهبة تبقى تحافظ على جميع دلالتها ما داما أن القوة التي تدفع بالإنسان نحو البذل تلزم فقط وتخص العلاقات الشخصية والعلاقات الكثيفة، لكن في حالة المجهول فهي تقوم بهدم هوية القابض، بالتأكيد أنه ضمن مجتمعاتنا المعاصرة يمكن التخفيف من ذلك الخطر من خلال الدور الذي يقوم به الوسطاء المنظمين. فهم يعملون على عدم شخصنة الهبة فيتكتمون على شخصية القابض الغير القادر على رد الهبة فيصرفون عنه الخطر. بكل بساطة فإن ما يحاول الوسطاء القيام به يشبه تماما عملية زرع الأعضاء، فهم يسعون لإقناع القابض أن يتبنى نموذجا ميكانيكيا(يقال فيه مثلا للشخص الذي يتلقى عملية زرع العضو أن القلب ما هو إلا مضخة وأن الكبد هو مجرد مصفاة) تتحول معه الهبة من هبة للحياة الى هبة للأشياء. إن التمييز الأساسي الذي يضعه موس هنا في مثال عملية الزرع يعتبر مهما، إذ يمكن للهبة من خلاله أن تكون شاملة لكل المجتمع ومن ثمة يتم من خلالها الاعتراف بالقابض المجهول.

لقد أنهى موس بحثه متسائلا هل الهبة هي خاصية أركائيكية ولّت وانقضت من دون رجعة أم أنها الصخرة الراسية التي تتشكل منها جميع المجتمعات؟ ألا تنشأ «الحاجة» الى البذل من كون أن جميعنا مدانين ابتداء وأن هويتنا تتشكل كلما حوّلنا ما نحصل عليه الى فعل حيوى بحيث نرده ونعيده من جديد؟. إن هذه التساؤلات التي هي مربط نص «مقال في الهبة» تشير الى أن ظاهرة الهبة كما تناولها موس لا تزال معاصرة وتستعملها المنظمات الخيرية اليوم بشكل جاري ومستمر، تطلب فيه الهبة بشيء من الرمزية التي لا تزال تأكد فعاليتها الى اليوم .
Définition
الهبة Hyperonyme(s)
Le don : l’identité Traduction(s) Français