Logo Dico Logo FMSH Logo CNAM Logo Inalco

الطابوا والملكية

De Wiktionnaire-SHS
Aller à :navigation, rechercher


Définition (ar) 1.
Mokhtar Meroufel La(es) source(s)
[[Définition::هما مفهومان ارتبطا بمسألة جنس المحارم l'inceste حيث أثار هذا الموضوع لدى دوركايم قلقا كبيرا لذلك خصه بمذكرة كاملة من بحثه، لقد كان ذلك ما بين سنة 1896-1897 تساءل دوركايم حينها بسؤال مبدئي، لماذا يمنع جنس المحارم من الداخل في حين يسمح بتعدد الزواج الخارجي؟، يجيب دوركايم قائلا ″لأن جميع الديانات بما فيها البدائية منها، تقوم على مبدأ الممنوع″le tabou″ ″(:721969 [1798- 1897] Durkheim]], [[Définition::) . إن جميع الطابوهات تحرم بذلك العلاقات الجنسية مع النساء داخل العشيرة لكن لماذا النساء؟ يجيب دوركايم بكيفية أنثروبولوجية قائلا، ″لأن النساء يملكن سلطة عازلة″ تتمثل في دم الحيض لذلك شُرع تحريم الجنس بطريقة تتوافق مع التحريم الموجود في الطقوس، بمعنى آخر إن الحيض هو بحد ذاته سبب يدفع في هذا الاتجاه، ″فالدم وكل ما له صلة به يدخل ضمن هذه الدائرة، انه يبعد الاتصال ويخلق حالة فراغ بالأخص حول الأماكن التي تحيط بمصدره، إن المرأة بهذا المعنى هي مسرح مستدام للمظاهر الدامية″(:82-831969 [1798- 1897] Durkheim]], ) لهذا السبب هي تعد موضوعا تحوم حوله الممنوعات والتي يأتي على رأسها الجنس.

لكن ما علاقة التحريم بالملكية؟ في عرف دوركايم فإن الطابوا في المجتمعات البدائية له نفس المواصفات والخصائص الموجودة في مفهوم الملكية الخاصة. إنه مستبعد عن التداول وعن الانتفاع العام، فهو محصور فقط في شخص الكاهن أو الساحر أو القسيس أي من يكون هو ذاته طابوا ولابس لبوس المقدس. يذكرنا ذلك بدراسة S.Freud المسمات “Tabou et Totem” التي تنظر لطابوا على أنه هو أصل التقديس وأصل الدين. هنا يذكر دوركايم كذلك: ″أن أصول الملكية الخاصة توجد في طبيعة معتقدات دينية معينة. فبما أن آثارها متطابقة (الطابو والملكية الخاصة) فيمكن أن تعزى إلى أسباب واحدة″. في دروسه التي قدمها سنة 1898-1900 والتي نشرت سنة 1950 تحت عنوان: Sociologie physique des mœurs et du droit، يقدم لنا دوركايم أمثلة أخرى حول الأصل الديني للمؤسسة الدنيوية والملكية الخاصة على وجه الخصوص، حيث يعرف الملكية على أنها ″حق الفرد في إقصاء الآخرين أفرادا كانوا أو جماعات، من استعمال ممتلكاته وأشيائه الخاصة مع استثناء الدولة من ذلك في الحالات قانونية″. إن هذا التعريف يقودنا إلى الطريق الذي يبحث في الأصول فبحسب هذا المنطق فإنه ″يترتب على ذلك أن الأشياء المملوكة هي منفصلة عن المجال المشترك. إن هذه الصفة هي بالذات ما تتمثل به كل الأشياء الدينية والمقدسة″(E.Durkheim, 1950 :170) ، وعليه فإن الممتلكات هي كالطابوهات الخاصة وذلك بما لدى الآلهات المرئية وغير المرئية من أشياء وامتيازات، يتطابق ذلك مع حالة الملوك في العالم البولينيزي Polynésie القديم، حيث الملك في القبائل تروبريوند trobriandais، يقدس ومصالحه وممتلكاته ممنوعة، من هنا ارتبط حق الملكية بداية بالآلهة ثم بالرجال الذين أعقبوها(E.Durkheim, 1950 :186 ) إلى أن وصل في الأخير إلى الجيل الذي انسحبت منه القداسة وانكمشت الى حد بعيد.

إن حق الملكية لم يصل إلى الناس –جماعة كانوا أو أفراد- عن طريق الممتلكات كما يعتقد الليبراليون بل إن مصدره الأول جاء من الدين فهو″ يتجاوز الأشخاص″. إن هذا المعنى يؤكد على التوازن الموجود بين الدين المقدس وبين الدنيوي المدنس، فالفصل بينهما هنا هو ميزة مستحدثة واضحة. هذا ويمكن مراجعة ذات المفهومين في طريقة تدوالهما ضمن السياق العربي لدى العديد من الكتاب والمؤلفين، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، مالك شبل الجنس والحريم روح السراري، السلوكات الجنسية المهمشة في المغرب الكبير، وأشرف حسن منصور، علم الاجتماع والليبرالية: دوركايم نموذجا .
Définition