التأويل
Fadili le 18/08/2015. | Entrée crée par |
---|
Mokhtar Meroufel | La(es) source(s) |
---|
[[Définition::يرفض دوركايم المنطق الصوري، القائم على الموازنة في ما بين التمثلات وبين الأشياء، ذلك أن العقلانية الواقعية من وجهة نظره، أعجز من أن تتصدى الى فهم مبادئ الدين والظواهر الاجتماعية الأخرى، بهذا المنظور فإن مبادئ 89 عنده تشبه تماما مبادئ الدين فمثلما يعد اعتبار الدين ظاهرة كوسمولوجية خالصة خطأ، فإنه من الخطأ أيضا اعتبار مبادئ 89 على أنها سوسيوغرافية خالصة، إنه من بين هاذين الاتجاهين شق دوركايم طريقا ثالثا، أطلق عليه اسم المجموعة المنفعلة ″le groupe effervescent″، في واقع الأمر جاء هذا الاتجاه في إطار تلطيف الأجواء المنقسمة في فرنسا، حيث كانت البلاد تعرف آنذاك، استقطابا حادا بين ثوريين راديكاليين يرون الشر كله في الدين وبين محافظين مدافعين يرون الشر كله في الثورة.
لقد قرر دوركايم أن يقف على مسافة واحدة من الجميع، فاعتبر الدين كالثورة فيه ما يمكن إخضاعه لتفسير العقلاني وفيه ما لا يمكن إخضاعه إلى ذلك، ومن هنا يمكن انتقاد جوانب منه ورفضها شأنه في ذلك شأن الثورة تماما. من مقولات دوكايم الدالة على ذلك، حديثه عن المعتقدات المورِثة للمؤهلات وللانتماءات لدى بعض الطوائف، يقول دوركايم ″إنه يستحيل أن يتحول خطأ عام ما، إلى مجرد وهم لا يتصل بأي واقع″ (1991:294[1893]Durkheim) ، هذا التصريح يعني أن معالجة الدين بطريقة الحجة الدامغة والدليل القاطع بحسب دوركايم، مخالف تماما لمنطق التأويل الذي يقتضي أسلوب تنويع المسالك وليس أسلوب المجابهة والمقارعة الاقصائيتين، هذا الأسلوب التأويلي الذي تبناه دوركايم يفسح المجال للقراءة وبروز المعاني والدلالات، فهو من خلال مقاربة المقارنة بين الثورة وبين الدين، استطاع أن يسلط الضوء على التاريخ المعاصر وذلك انطلاقا من الماضي والعكس صحيح أيضا، حيث ذهب من اللحظة المعاصرة ليفسر الماضي السحيق، وعليه فبمقارنة الأديان القديمة في التاريخ ولما قبل التاريخ يكون دوركايم قد ربط الفترة القصيرة الساخنة المتمثلة في الثورة، بفترة طويلة باردة تتمثل في الدين (266: Les Formes) . إنه يشير بذلك أن انخراط البشر في التاريخ، لا يتم فقط وفق وعي وسلوك يمليه العقل بل ثمة عناصر غير واعية تتدخل هي الأخرى في الفعل التاريخي، حيث يكون الناس في غمرة سياقها مسكونون باللامفكر فيه. إن التأويل هنا هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام البشر الأحياء وذلك من أجل رفع مستوى حياتهم العقلية، وأيضا حتى تتكيف ذواتهم مع مختلف الأحداث الشعورية والعاطفية السارة منها والمؤلمة. فبين وجهة النظر التطورية التاريخية وبين وجهة النظر الوظيفية الغير التاريخية، كان ينبغي – كما هو عند دوركايم- الاعتراف بوزن كل واحدة وفتح طريق ثالث، إذ لا مجال لتقبل وجهة نظر التطوريين الذين هم في بعض الأحيان، أكثر تعصبا في نظرتهم لدين حيث يرونه كابحا ومعيقا لعملية التطور، ولا مجال أيضا لتقبل خصومهم الوظيفيين الذين يبدون بدورهم معاندون أكثر وعالقون . على مستوى النص العربي فإن مفهوم التأويل، قد عرف ثراء واسعا من حيث الكتابة والتأليف نذكر منه هنا بعض النماذج، ففي المشرق العربي ألف نصر حامد أبو زيد كتابا أسماه: إشكالية القراءة وآليات التأويل، وفي الجزائر كتب عمارة ناصر كتاب أسماه اللغة والتأويل. كما كتب ابراهيم أحمد كتابا يحمل عنوان التأويل والترجمة مقاربة لآلية الفهم والتفسير . هذا غيض من فيض وما أشرنا إليه هنا هو فقط للاستدلال على رواج مفهوم التأويل في الكتابات العربية الأكاديمية، ذات الطابع الفلسفي والإنساني والذي تستعمله بعض الكتابات أيضا تحت مسمى الهرمونيطيقا herméneutique وهي ترجمة حرفية للكلمة اللاتينية.]] |
Définition |
---|